بقلم شربل الشعار

نرى في سفر التكوين أنه عندما أهمل آدم الفردوس ولم يحرسه من دخول الشيطان ليجرّب حواء، خَدع آدم بمكره، فتركه يدخل الفردوس ليخدع حواء بكذبة إنكم تصبحون إله إذا أكلتم من شجرة معرفة الخير والشرّ.

الأب فرنك بوفون مدير حركة الكهنة للحياة في الولايات المتحدة يقول: "الخطيئة الأصلية هي ليست معرفة الخير والشرّ فقط، يجب علينا ان نعرف ما هو الشرّ وما هو الخير، بل هي ان أقرر أنا ما هو الشرّ وما هو الخير". فالشيطان قال لآدم وحواء انكم عندما تأكلون من الشجرة تصبحون إله، إله يعني انكم أنتم تقرروا ما هو الشرّ وما هو الخير. وهذه هي النسبية الأخلاقية للدين النوريين ، التي تقول ان الحقّ منتسب للأفراد والجماعات واللغات والحضارات (Multiculturalism ) وليس هنالك حقّ مطلق هو الله، بل انا وانت نقرر ما هو الحقّ أنا اقرر ما هو الشرّ وما هو الخير. أنا إله. وليس الله وحده مصدر الحقّ. بل هنالك حقّ غير الحقّ الآتي من الله. فالواقع الذي انت فيه وتعيشه هو أيضاً الحقّ. النسبية الأخلاقية والدين الماسوني الذي يقول: الله القديم مات ويجب ان محو اسمه من كل مكان. وهكذا يحصل في شمال امريكا الملحدة ممنوع استعمال اسم ووصايا الله العشر في الأماكن العامة.

دين النوريين يقول ان الخطيئة الأصلية جيدة، لانها تحرر الإنسان من عبودية الله، والشيطان إله، وأنا وانت إله.

 لكن كل هذا كذب. الشيطان لوسفرLucifer  كان ملاك جميل جداً وليس إله. وفي الحقيقة كان الأجمل بين كل الملائكة. فأصبح ملاك بشع وشيطان بسبب حسده من الإنسان، لأن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله. ومن وراء هذا الحسد قرر ان لا يخدم الله فقال وفكر قبل كل شيء انه سوف: لن أخدم الله، سوف اقول انا الله، وهو عارف انه عندما يقول هذا سوف يذهب إلى جهنم ويصبح شيطان. وهنا تدخل الملاك مخائيل وقال للوسفر: ما من أحد كالله، وطرده وأتباعه عدد كبير من الملائكة في السماء، من الجنّة إلى الأرض.

ومن وراء هذه الكذبة التي قالها الملاك الشيطان عن نفس أنه هو إله وكان يعلم انه سوف يذهب إلى جهنّم في حال قوله انه هو إله ايضاً.

كذب الشيطان على آدم وحواء وقال لهم أنكم عندما تقررون ما هو الخير والشرّ تصبحون انتم إله! لماذا تقبلون من الله ان يقرر عنكم ما هو الشرّ وما هو الخير لا تسمع له. انتم تقررون أنتم إله. اتركوا الله واتركوا النعمة وعيشوا كما يحلوا لكم انكم احرار من الله؟  الخطيئة شيئٌ جيد؟ أنت تقرر ما هي الخطيئة؟ الخطيئة تحرركم من قيود الله؟. الله يريد ان يستعبدكم؟ الحرية هي ان تفعل ما يحلو لك؟، ان تقتل (إجهاض) وتسرق وتزني وتنهب؟. الحرية ان تعبد نفسك؟. الحرية ان تكره من تشاء؟. الحرية أن تستعبد الناس وتكون انت إله عليهم؟. الحرية هي ان تقتل نفسك...؟ (بما يسمّى القتل الرحيم) 

لا يا شيطان لا وإلف لا. لا لكذبك.

 أخي إن كنت ماسوني ام غير ماسوني. الخطيئة تستعبدك وتحطمك وتقتل روحك وجسدك. الخطيئة تضعك في الظلمة. الخطيئة تبعدك عن أخيك وتبعدك عن الله. أنت وانا لسنا إله انت وانا مخلوقين على صورة الله ومثاله، يد الله فينا عند الخلق ونعمته فينا عند المعمودية، والتثبيت، والمناولة المقدسة في حالة النعمة فقط. كيف تكون انت إله؟ إذا كنت انت إله! انا أول كافر في العالم. لأني لا أُمن بمثل هكذا إله. الحرية هي ان تعرف الحقّ الذي هو يسوع المسيح الذي جاء ومات من أجلك كي يحررك من شرّ الخطيئة والشيطان، الله يحبك أن تصبح قريب إلى قلبه، الحرية ان تحب وتَخدُم لا ان تُخدَم. الحريّة ان تكون قريب من الله وليس بعيداً عنه. الخطيئة تستعبدك وليس الله. جاء المسيح ليحررك من شرّ الخطيئة الأصلية والعبودية والإستعباد من الشرّ. فالإيمان بيسوع المسيح موجود في داخلك، لا تقتله ولا تقتل النور الحقيقي فيك. يد الله فيك منذ ان خلقك.

التوبة والعودة إلى الله قريبة جداً من قلبك. صلي لله مجدداً ولا تخاف لان الخوف ليس من الله. قال يسوع: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخَسِرَ نَفسهُ." لا تخسر نفسك بكذبة انك سوف تكون حرّ إذا اصبحت ماسوني بالعكس سوف تستعبد من الخطيئة. الحرية الحقيقية هي العمل بوصايا الله وليس العكس.

شربل الشعار