lilhayat.com  | BlogTO go Back to home page click here للعودة إلى الصفحة الرئيسية اضغط هنا  Facebook|  Youtube
الصفحة الرئيسية| غرفة الأخبار | إبحث | مواضيع ثقافية| الإجهاض |القتل الرحيم | مشروع الزيارة | سرّ التوبة | صوت| فيديو| بابا روما |صلاوات للحياة | سؤال وجواب| البطريرك الأسقف الراعي | Twitter

الثالوث الغير مقدّس
بقلم شربل الشعار

شباط 2009
عندما كنت اذهب أمام مجهضة (المكان الذي يقتل فيه الأطفال المشرفين على الولادة) في قلب مدينة تورنتو
للطلب من النساء في آخر لحظة قبل تسليم طفلهنّ للموت عبر المجهض القاتل. كنت اسمع صوت في داخلي يقول أين شعبك ؟ أين رعاتك؟ وأتذكر أن كل التلاميذ تركوا يسوع على الصليب وهربوا واحد خانه وآخر نكره ثلاثة مرات. ولكن هنالك واحد منهم كان موجود عند أقدام الصليب. هذا هو الكاهن أو العلماني الذي يدافع ويتألم مع يسوع عن الأجنة البشرية والعجز والضعفاء والمعوّقين والمشرفين على الموت.

لقد وجدت تعاليم الكنيسة الكاثوليكية عن قدسية الحياة (الحياة والعائلة) هي الأفضل بين كل الأديان، وكنت دائماً أتذكر أن الكنيسة مقدسة. ويجب عدم الالتباس بين أفعال بعض الأساقفة والكهنة والعلمانيين وعمل الروح القدس. إنها خطئيه عظيمة أن نؤمن بأن الكنيسة ساكت، أو تتجاهل أو تهمل المسائل التي تهدد الحياة مثل حقّ الحياة للأجنة البشرية في الأحشاء. لأنه هنالك عدد وفير من الإكليروس الكاثوليكي والمسيحيين يتكلمون ضد العنف على الأجنة البشرية والضعفاء من المسنّين والعجز والمرضى المزمنين والمعوّقين ويدافعون عن الضعفاء. الكنيسة كما قال البابا يوحنّا بولس الثاني أنها للأبد للحياة. الكتاب المقدس وصلوات الكنيسة، وكل أعمال الرحمة هي للحياة هي للحياة وحماية الحياة.

 الحياة بتجّر الحياة وتحمي الحياة ، والموت بجرّ الموت. الشعب الذي يحبّ الله والحياة يحمي ويدافع عن الحياة. والشعب الذي يحب الفساد والموت يحمي الفساد ويشرّعه ولا يقبل بالحياة. لأننا كلنا موكلين على حماية حياة أخينا وجارنا وقريبنا. من هو القريب سأل احد الكتبة يسوع؟ القريب هو كل إنسان يتعذّب وكل ضعيف حياته معرّضة للخطر من الجوع إلى الموت. هكذا نرى الدول التي شرّعت الإجهاض وطرق منع الحمل. طرق منع الحمل هي رخصة للدعارة.

مشروع لله
مشروع الله ليجدد ويكمّل فينا الحياة والحبّ ونشاركه بالخلق. أعطانا ثلاثة أعمدة هي: الله والحبّ والحياة. لكن الشيطان يعمل بشدة ليلاً نهاراً لتخريب مشروع الله للحياة والحبّ والعائلة. بعزل وفصل أعمدة مشروع الله الثلاثة ، الله والحبّ والحياة من بعضهم البعض ومن الله بالذات من خلال الثالوث الشرير من تعليم الجنس وطرق منع الحمل والإجهاض. لهذا السبب نرى أن الشيطان نجح بإسكات عدد كبير من الإكليروس من خلال النسبية الأخلاقية . وحبّ المال الذي يعمي القلوب. فلا يعطى الدواء للمؤمن بل يعطى مسكّن ومخدّر للمشاعر لكي ينسى جروحه الروحية فيبقى بالظلام ولا يعرف الطريق والحقّ والحياة.

تعليم الجنس: الشرّ الأول
تسارع منظمة صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA والمنظمات التابعة لأجندا الأمم المتحدة لتعزيز تعليم الجنس للتلاميذ في المدارس عن عمر مبكر أي من سن 10 -12 ومن خلال هذه الطريقة يستطيع الأطفال اكتشاف الحياة الجنسية بوقت مبكر من حياتهم، ومتى عرفوا كيف يمارس الجنس يحاولون تطبيق ما تعلموه من الدرس بدون وعي ومسؤولية . وبرخصة طرق منع الحمل تحت التعبير الشرير والغامض الصحة الإنجابية والصحة التناسلية، المدعومة من قبل منظمة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها.

طرق منع الحمل وتنظيم والولادات: الشرّ الثاني
العلاقة الحميمة بين الزوج والزوجة هي أكثر من جسدية ، إنها علاقة تتخطى الجسد لتصل إلى الروح وما يعبّر عنه بالجسد هو وحدة روحية قبل أن يكون وحدة جسدية ، ليصبح الرجل والمرأة (فقط) جسداً واحداً يشاركون الله في عمل الخلق. إذن هم ليسوا مصدر الحياة ، لكن الحياة تنتقل من خلالهم. فالله وحده هو مصدر الحياة. نحن مضيفون لهذه الحياة ولسنا مصدرها.

وسائل منع الحمل

لقد وصلنا من لبنان عبر حركة نعم للحياة، بأن عدد كبير من الراهبات والرهبان يشجعون استعمال وسائل منع الحمل. فلا عجب من ذلك لأنه أكثر من 80 % الكاثوليك يستعملون مانع الحمل، وكما فعل مجمع أساقفة كندا سنة 1968 ضد رسالة قداسة البابا بولس السادس على طرق تنظيم الولادات ومن هنا بدء التمرّد على تعاليم الكنيسة إلى يومنا هذا. فقد تنبّئ البابا بولس السادس يومها عن الوصول إلى يوم حيث ينظر إلى المرأة بأنها سلعة تستعمل وتهان كرامتها من وراء تشريع استعمال وسائل منع الحمل.

وهكذا فعل أكثر من مجمع أساقفة في العالم من مجمع أساقفة فرنسا إلى ألمانيا وكثير من الدول الغربية. ويتابع بعض الكهنة في لبنان كما فعل الأب ادخار الهيبي سنة 2001 وعلى راديو صوت المحبّة إلى نقل هذا التمرّد على تعاليم الكنيسة حول استعمال مانع الحمل بوصفه طرق منع الحمل أنها نعمة تساعد الأزواج أن يعيشوا الحبّ. مناقضاً متمرداً على رسالة حياة البشر ، إنجيل الحياة لكل من البابا بولس السادس والبابا يوحنّا بولس الثاني .

الشيطان لا يريد أن يقول لنا أن الله ليس موجود وبالتالي يجب عدم العمل بوصاياه لكن يريد فصلنا عن الله تدريجياً بإبعادنا عن الإيمان والحقّ والبعد عن بعضنا البعض والبعد بالحقد عن الكنيسة وإبعادنا عن الله بالأفراح الشريرة. فقد نجحت طرق منع الحمل وتنظيم الولادات الاصطناعية بفصل الأزواج عن بعضهم البعض جسدياً وروحياً. وإبعاد يدّ لله عن الحياة الزوجية بسبب الانفصال بين الوحدة الجسدية والروحية والمشاركة بالخلق. فطرق منع الحمل الاصطناعية هي الباب الأول للإجهاض ورخصة للفحش الجنسي والدعارة قبل الزواج والزنى بعد الزواج، والحضارة الجديدة التي تريد السيطرة ومحو كل الحضارة تحت ستار الحريّة والصحّة الإنجابية من قبل سياسية الأمم المتحدة الشريرة.

الإجهاض: الشرّ الثالث
الإجهاض هو فشل العقلية المانعة للحمل. التي ترفض الطفل بالأساس والتي تقول أني لا أريد الحياة بأي طريقة وإذا لم تنجح جميع طرق منع الحمل ألتجئ إلى الإجهاض، لانه في الأساس الطفل مرفوض. فينظر إلى الإجهاض انه طرق من طرق تحديد النسل التي تشمل مانع الحمل والإجهاض معاً.

فرّق تسد. هذا ما يريده الشرير، الانفصال بين كل أركان وعناصر تجدد واستمرار الحياة. فيبدأ الانفصال بعدة طرق.
الانفصال الأول هو فصل الكنيسة (الدين بشكل عام) عن الدولة، لعزل وصايا الله عن ساحة الشعب والسيطرة على الكنيسة والدين. فصل الدين عن السياسة يعني أن تعيش إيمانك في بيتك ولا تفرضه علينا وان تعيشه في السرّ (الصين على سبيل المثال)
والانفصال بين سلطة الفاتيكان والسلطات المحلية، ممثلة بمجمع الأساقفة الكاثوليكي. على سبيل المثال عندما عارض مجمع أساقفة كندا في وثيقة مدينة ويناباج لرسالة قداسة البابا بولس السادس هيوماني فيته سنة 1968 التي تحرّم طرق منع الحمل.
 

نجح الشرير بتضليل بعض من الكهنة بتعاليم النسبية الأخلاقية التي تقول بأنه ليس هنالك حق موضوعي. عندك حقيقتك وعندي حقيقتي، ليس هنالك حقّ عالي. نحن نقرر ما هو الصح وما هو الخطىء لأننا نحن إله.

الانفصال الثاني هو بين الله والحبّ. عدد كبير من الناس يظنون أن الحبّ هو الجنس. هكذا خسر الحبّ معناه الحقيقي في المجتمع، ولا ينظر إلى الحبّ بأنه عهد والتزام مدى الحياة. كل هذا بسبب طرق منع الحمل التي فصلت بين الوحدة بالحبّ والمشاركة بالخلق. فانزلق الحبّ إلى العلاقة الجسدية وليس إلى العلاقة الروحية بين الأشخاص والله.

الانفصال الثالث هو بين الحبّ والحياة، الزواج والجنس، من خلال تعليم الجنس في المدارس وتوزيع طرق منع الحمل من قبل منظمات عالمية مثل منظمة تنظيم الأسرة واليونيسيف والأمم المتحدة.

الانفصال الرابع هو بين الله والحياة باعتداء مباشر على الحياة في أول مرحلة منها بالإجهاض المفتعل. الذي هو قتل مباشر لكائن بشري بريء داخل أحشاء أمه. لان هذا الجنين مرفوض من أمه أو من والده. وهذا العمل الشرير يمكن أن ينتهي إذا تكلمنا جميعاً ضده بصوت واحد. إنها مسألة خطيرة إذا بقينا ساكتين لأن السكون هو شيطان أخرس. وهذا ما نشهده اليوم من قبل بعض أساقفة كندا، الذين ساكتين على أعظم شرّ في التاريخ المجازر اليومية لقتل الأطفال بشرّ الإجهاض. والأفظع من هذا يقولون بأنهم لا يريدون حركة بالمدافعة عن الحياة داخل الكنيسة فيبقون بالظلمة فبإبعاد الحقيقة، وتعاليم الكنيسة، بما يخص الأخطار التي تهدد الحياة، عن المؤمن هي نوع آخر من طرق منع الحمل الروحية التي تبعد النِعَمْ وتضع المؤمن في الظلمة وتعرّضه للذئاب ووحوش الأرض. ريثما تختفي مؤامرة السكوت سوف يتابع الإجهاض كل سنة بقتل 55 مليون طفل بالإجهاض الجراحي و250 مليون بالإجهاض الكيماوي في العالم.

يسوع فعلياً موجود بالأفخارستية, والشيطان فعلياً موجود بحبوب الإجهاض وجزئياً موجود بطرق منع الحمل
نحن كمسيحيين كاثوليك وأوثودكس نؤمن بأن يسوع فعلياً متجسّد بسرّ الإفخارستية بالخبر والخمر في القداس. ومن وراء المناولة المقدسة نتّحد بهذا الجسد المقدس للحياة الأبدية فهو يعطينا الحياة والوحدة معه والوحدة بين الأزواج للمشاركة بالخلق، لكي تبقى هذه الحياة حتى مجيئه الثاني. ولكن نرى اليوم أن الشيطان فعلياً تجسد بِحبوب الإجهاض، وجزئياً بطرق منع الحمل ، فالأولى تقتل الحياة بسمومه القاتلة والثانية تُعقّم القدرة على إنجاب الحياة. فيسوع يعطي الحياة الأبدية وحبوب الإجهاض تعطي الموت صراع بين يسوع والشيطان. وبين حضارة الحياة وحضارة الموت.

من يريد أن يمحوا اسم المسيح؟ هو المسيح الدجال ، الذي يقول لنا ، أنه هو الذي يخلصنا من ألم الحمل ومن ألم المعوّق وألم المريض المستعصي والعجوز، بقوله انه بقتل هؤلاء الضعفاء ، يخلص الناس من عبئهم ومن مرضهم، إما بالإجهاض إما القتل الرحيم . والذي يقول أن الحمل هو مرض والعجوز هو خضار، يا للمكر ويا للشرّير.

 إبليس اليوم محترف أكثر من الماضي ومتطور أكثر من الماضي يريد السيطرة على عدد السكان بقتل الأجنة البشرية، يريد قتل المريض والضعيف والعجوز والمعاق لتوفير المال، يريد محو اسم يسوع من التاريخ ليسيطر هو وليس المسيح... حاربوا الشرّ وحاربوا الخطيئة وأحبوا الأعداء .

علينا كلنا أن نتكلم ضد هذا الثالوث الشرير، من تحديد النسل، بطرق منع الحمل، تعليم الجنس والإجهاض بكشف أكاذيب هذه الحرب على الحياة والعائلة وعلى الله. فمن خلال الانتصار الذي حققه يسوع بقيامته من الموت نحن نعمل من هذا الانتصار بوجود يسوع معنا دائماً في سرّ القربان. وبشفاعة صلوات أم الله ، مريم أم الحياة ، سيدة الوردية. التي سوف تدوس رأسا الشيطان ورفاقه.  

شربل. الشعار
مؤسس مار شربل للحياة

نرجوا الكتابة لنا قبل نسخ هذا المقال أو غيره، ونطلب ان تضعوا Link  لهذه الصفحة على موقعكم وشكراً

Copyright for lilhayat.com