lilhayat.com  |    BlogTO go Back to home page click here للعودة إلى الصفحة الرئيسية اضغط هنا  Facebook|  Youtube
الصفحة الرئيسية| غرفة الأخبار | إبحث | مواضيع ثقافية| الإجهاض |
القتل الرحيم | مشروع الزيارة | سرّ التوبة | صوت| فيديو| بابا روما |صلاوات للحياة | سؤال وجواب| البطريرك | الأسقف الراعي |

أكثر من أربعين سنة على حضارة الموت  Youtube Channel

بقلم شربل الشعار

سنة 2008 كانت الذكرى الأربعين سنة على إصدار رسالة البابا بولس السادس الشهيرة الحياة البشرية Humanae Vitae في 25 تموز 1968 هذا الرسالة التي اعادة تأكيد تعاليم الكنيسة حول طرق منع الحمل الإصطناعية. وشجعت الأزواج إلى استعمال الطرق الطبيعية للخصوبة. ومن سنة 1968 إلى اليوم لم تعلّم هذه الرسالة بل العكس كان هنالك تمرّد وعصيان على هذه الرسالة من عدة مجالس اسقفية في العالم. وهذا ما جعل انتشار وباء طرق منع الحمل وحبوب الإجهاض في المجتمعات الكاثوليكية في العالم. يعني اربعين سنة من الإهمال والتمرّد على هذه الرسالة كما بقيى شعب إسرائيل أربعين سنة في الصحاء هكذا طرق منع الحمل التي حولت الخصوبة إلى صحراء خافة من الحياة اي حياة البشر.

حتّى اليوم نرى عدد كبير من الكهنة والأساقفة لا يعرفون مضمون هذه الرسالة بأن قداسة البابا بولس السادس لم يحلل استعمال منع الحمل ودعى الكنيسة إلى تعليم الطرق الطبيعية للخصوبة التي بها الأزواج يمتنعون عن اللقاء الزوجي بينهما لتجنّب الحمل لأسباب جدّية فقط.

جاءت هذه الرسالة لتضع خطّ أحمر عريض ضد استعمال طرق منع الحمل الإصطناعية. وعقلية منع الحمل التي هي جذور لحضارة الموت من ضمنها الإجهاض واليوثانيجيا أي ما يسمّى القتل الرحيم. لان عقلية الإجهاض رفضت ثمار الحبّ الطفل ان يأتي للوجود وإذا كان هنالك حمل سوف يستعمل الإجهاض كوسيلة منع بقاء الحمل أي قتل الطفل في الرحم بالإجهاض وهذه العقلية تصلنا إلى ما يسمّى القتل الرحيم.

 وبقبول الرسالة او التمرّد عليها تعرف ان حضارة الموت والطاعة للبابا أي ممثل المسيح على الأرض هم على الخطّ المستقيم. أي حضارة المحبّة والحياة. والإيمان الصحيح.

لاننا اليوم لا نحارب طرق منع الحمل والإجهاض وما يسمّى القتل الرحيم التجارة باعضاء البشر فقط، بل نحارب البدع في داخل الكنيسة وخارجها مثل الماسونية. والأصعب هو العدو في الداخل وليس الذي في الخارج، الذي في الخارج بعيد اما الذي في الداخل فيخرّب التعاليم الصحيحة.  

اللبرالية والنسبية الأخلاقية انتشرت في داخل الكنيسة وخارجها بشكل كبير بعد هذه الرسالة، لانها بدءت تبرر استعمال منع الحمل الإصطناعية، والإجهاض واليوثانيجيا ما يسمّى القتل الرحيم. وحتّى القبول بالنسبية الدينية. وهذه بدعة ليست جديدة بل متطورة تريد وضع الحقّ المتجسد على حياد. ويستعملها عدد كبير من الكرادلة والأساقفة والكهنة والعلمانيين.

 النسبية الأخلاقية هي بين الحقّ والباطل وهي في حد ذاتها باطلة ، فلسفة اخلاقية تستعمل في جميع حقول المجتمع في القوانين والأخلاقيات الطبيّة وعلوم الأحياء (Bioethics) القاتلة مثل السماح بالإجهاض وما يسمّى القتل الرحيم وحصد الأعضاء من البشر للتجارة أي التجارة باعضاء البشر. هذا الشرّ الأخير يجب اظهار شناعته الذي به تحصد الأعضاء لتزرع في غير اشخاص تحت تعبير وفاة الدماغ وتوقف القلب.

البابا يوحنّا بول الثاني في رسالة Veritatis Splendor (6 August 1993) يقول بانه إذا كانت كل الحقائق على حقّ فليس هنالك حقّ مطلق وحقّ إلهي.

وفي 25 تموز 2008 جدد الحبر الأعظم تذكير الكنيسة برسالة البابا بولس السادس الحياة البشرية، لأربعين عاما خلال وفي 25 من تموز 1968، وقع البابا بولس السادس رسالته العامة "أومانيه فيتيه" أو الحياة البشرية يرفض فيها رفضا قاطعا منع الحمل بالوسائل الاصطناعية ويندد بعبادة الفرد وسياسات التنظيم الأسري المفروضة من الدول الغنية على البلدان الأكثر فقرا.

وأثارت الرسالة العامة فور نشرها في 29 من تموز يوليو 1968 انتقادات والمعارضة من اللبراليين من داخل الكنيسة وخارجها، ولكن البابا مونتيني لم يبدل موقفه مطلقا لأن الرسالة جاءت وليدة قرار حاسم وأليم.

وفي خطابه إلى مجمع الكرادلة عام 1978 أكد البابا بولس السادس مطابقة الرسالة العامة وتعاليم المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني في صون مبدأ احترام الشرائع الطبيعية وأبوّة واعية ومسؤولة أدبيا وأخلاقيا. كما شدد على أن رسالتي ترقي الشعوب والحياة البشرية هما عبارات الدفاع عن الحياة البشرية، وهو عنصر لا غنى عنه في خدمة حقيقة الإيمان.

على صعيد آخر وفي إطار هذه الذكرى، نشرت صحيفة كورّييره ديلا سيرا الإيطالية اليوم الجمعة رسالة مفتوحة إلى البابا بندكتس الـ16 تتهجم بشراسة على الرسالة العامة "الحياة البشرية"، فقال الأب فيديريكو لومبادري، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، إن الموقعين على الرسالة المفتوحة مجموعة فرق معروفة بمواقفها المعارضة ولا تكتفي بالتعليم حول الأخلاقية الزوجية بل تتعداها إلى مواضيع أخرى شأن سيامة النساء الكهنوتية.

وأضاف الأب لومباردي أن الانتقاد الحاد الذي ينصبّ على وضع الكنيسة الكاثوليكية كونها سبب انتشار الآيدز والألم والموت ولأنها تعرقل سياسات منوَّرة في قطاع الصحة العامة، هو انتقاد عار من التصديق. وختم قائلا: من الواضح أن هذه الرسالة المفتوحة لا تعد مقالا يعبر عن موقف لاهوتي أو أدبي بل الغاية منه حملة إعلامية مدفوعة لتعزيز استعمال وسائل منع الحمل، ويجب التحقيق فيمن وراء هذه الرسالة ومن دفع تكلفتها!

لكن في 29 أيلول 2008 وبعد أربعين سنة من رفض اساقفة كندا رسالة البابا بولس السادس لهذه الرسالة بقولهم للمؤمنين "أنكم تقدرون عدم اتباع هذه الرسالة باستعمال ضميركم" وهذه النظرة للضمير خطء كبير لان الضمير ليس مصدر الحقّ، إجتمع اساقفة كندا من جديد ليعدوا النظر بهذه الرسالة ويدعموها، لتصليح خطء كلف كندا الكثير منها عدم تكاثر الشعب ومشاكل اجتماعية كثيرة. 

لكن الأب بول ماركس مؤسس حركة الحياة الدولية يقول أنه بعد انخفاض نسبة الخصوبة لأقل من 2،1 طفل لكل إمرأة من الصعب جداً اعادتها لهذا المعدّل.

ونرى هنا الأسباب كثيرة:

1.   أولاها هو انتشار وباء النسبيّة الأخلاقية التي لا تحترم الحياة والأخلاق وتنسبها إلى افكار البشر وواقهم الحالي ولا تنسب الحقّ والأخلاق إلى الله.

2.   أنتشار عقلية منع الحمل الإصطناعية التي ترفض الأطفال وتعتبرهم عبء على الأهل والمجتمع.

3.   الخوف من الأطفال من وراء ما يسمّى نوعية الحياة ونمط الحياة الذي يعيشه الأهل. ويتعتبر الإجهاض هو الشرّ الأخف من الشرور الثلاثة الأمومة، التبنّي والإجهاض (والضيقة الإقتصادية).

4.   رفض الحياة واعتبار ان الله ليس مصدر الحياة بعقيدة وفلسفة التطور، أي أن الحياة جاءت على هذه الأرض بالصدفة. والبكتيريا تحولة إلى سعدان والسعدان إلى إنسان.

5.   تشريع الشرّ بالقوانيين في المجتمع أولاها طرق منع الحمل والإجهاض، وما يسمّى القتل الرحيم وغيرها من الشرور الجنيسة.

6.   عدم احترام العائلة التقليدية في القانون...

7.   القانون اصبح منتسب إلى الباطل وشرير ضد الخصوبة والحياة والعائلة.

لكن يبقى رجاؤنا بكم ان تنشروا حضارة قدسية الحياة والمحبة واحترام والدفاع وخدمة الحياة من لحظة الحمل إلى ساعة الموت الطبيعي.

جميع الحقوق محفوظة Copyright © lilhayat.com يمكن نسخ اي مقال مع ذكر المصدر


 مار شربل للحياة
Saint Charbel for Life
Back to Home page  
E-mail us: info@lilhayat.com